قصص النجاح
نبذة عن المشترك
تطوع جمال انطلاقاً من حبه لمساعدة الآخرين من المحتاجين، في فرق الاستجابة الأولى لحالات الطوارئ في فلسطين لمدة ثماني سنوات، وساهم في إنقاذ ضحايا الصراع الدائر فيها وتوفير العلاج الأولي لهم. ويلتزم جمال الذي يدرس هندسة الأتمتة الصناعية بجامعة بوليتكنك فلسطين، بتسخير طاقاته الشابة ومعرفته لخدمة مجتمعه.
ويعد الشاب الفلسطيني مخترعاً متسلسلاً، يفيض بأفكار يمكن أن تساعد الناس في حياتهم اليومية. وقد سبق له المشاركة في رالي العرب لريادة الأعمال 2019، الذي عقد في البحرين، وقاد فريقاً لتصميم وتطوير "كرسي كهربائي متحرك يساعد ذوي الإعاقة على الوقوف". ويساعد هذا الجهاز الأشخاص من ذوي الإعاقة الجسدية في الحفاظ على دورة دموية صحية في أجسامهم من خلال مساعدة المريض على الوقوف والحركة.
وفي عام 2019، حاز جمال على المركز الأول في فئة ابتكارات الخدمة المجتمعية في الملتقى الهندسي التاسع في سلطنة عُمان من خلال مشاركته بمشروع حقيبة الإنقاذ. وقد علمت هذه التجربة وغيرها جمال الكثير حول الجانب الريادي من الابتكار، والتعلم من الوقت الذي يقضيه في العمل مع فريقه، وتعليقات الخبراء في المسابقة.
وظل جمال يتمتع بروح متوقدة لا يزعزعها شك ولا صعوبات، متعهداً بالاستمرار في الابتكار، وصمم على مواصلة تعليمه العالي لتقديم حلول جديدة أفضل لتحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم العربي، وهو يقول دائماً: "التعليم والمعرفة هما طريق النجاح، ليس بالنسبة لي فقط، ولكن للمجتمع ككل. والمخترع الناجح يترك دائماً أثراً ملموساً في مجتمعه!"
نبذة عن المشروع
تعد كل ثانية في غاية الأهمية بالنسبة لفرق الاستجابة الأولى التي تعمل في مناطق الصراعات. وعند إنقاذ الناس من الحرائق أو علاج ضحايا الغازات السامة، يندفع هؤلاء الأبطال بسرعة من أجل إنقاذ الأرواح، وقد تكلفهم حماية أنفسهم وحماية الضحايا من التعرض للمواد الكيميائية والمواد الضارة المنتشرة في الهواء إهدار وقت ثمين جداً. وينبغي على أفراد فرق الاستجابة لحالات الطوارئ التأكد من أن المصاب يضع قناع التنفس المحكم بالشكل الصحيح والحرص أيضاً على حمل إمدادات الأكسجين الخاصة به دون فقدان أو إتلاف الحاويات.
وقد ساعدت هذه التجارب جمال على اختراع حقيبة إنقاذ بقناعين للإسعاف. ويوفر هذا الاختراع الفريد حلاً محمولًا لأفراد فرق الاستجابة الأولى في كل مكان، مما يساعدهم على توفير الوقت والتركيز على إخراج المصابين من منطقة الخطربأمان. ويلغي هذا الاختراع الحاجة إلى إمدادات الأكسجين بشكل كلي إذ يوجه نظام تنقية هواء مصمم لتنقية هواء ممزوج بمادة علاج لمنع الاختناق وللمساعدة على فتح مجرى التنفس، مما يجعله أقل خطر من أسطوانة الأكسجين القابل للانفجار في مناطق إطلاق النار. ويدمج نظام الدعم هذا قناعين، أحدهما للمنقذ والآخر للمصاب، بالإضافة إلى مضخة معزولة لتوفير الضغط للقناع عند وضعه على الوجه، مما يساعد على وقف انحباس الغازات السامة في الداخل.
التأثير
يحمل جمال تقديراً كبيراً لفرق الاستجابة الأولى حول العالم الذين يواجهون تحديات مخيفة عند محاولتهم مساعدة الآخرين. وقد عانى هو شخصياً من آثار الغازات السامة أثناء مهمات الإنقاذ، مما أعاق قدرته على القيام بتلك المهام. وهو يقول عن اختراعه: "إذا استطاعت حقيبة الإنقاذ هذه ذات القناعين إحداث فرق ولو كان بسيطاً لمن يحتاجوها، فإني أعتبر أن الأمر يستحق المحاولة. ويمكن أن تعمل الحقيبة أيضاً على حماية فرق طوارئ مكافحة الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم، مثل رجال الإطفاء."
وبغض النظر عن فوائدها الإنسانية الواضحة، والأرواح التي يمكن أن تنقذها، يهدف جمال إلى ابتكار جهاز من شأنه أن يفيد العالم بأسره يحمل ختم "صنع في فلسطين". وسيكون هذا بمثابة دليل واضح على أن العيش في بيئة مليئة بالمصاعب يمكنها أن تدفعنا إلى الابتكار والتفوق .