قصص النجاح
أن "الحياة عبارة عن مجموعة من الفرص، والأمر يعود لكل شخص لاغتنامها أو إضاعتها"، يقول الشاب اللبناني عزّام علوان الذي تعلّق ببرنامج نجوم العلوم منذ موسمه الأول شأنه شأن الكثيرين من المراهقين العرب الطموحين. وبدأ منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره بمراقبة ومتابعة أخبار المخترعين العرب الشباب، بانتظار فرصته للمساهمة في هذه المسيرة.
نشأ عزام في إحدى المناطق النائية في لبنان، ويحمل جميل والديه في وجدانه لتشجيعه على التركيز على تعليمه. فقد علمه والده أهمية حل المشكلات، بينما واظبت والدته على حثه على مواصلة توسيع معرفته ومداركه. ولم يتهاون عزام مع هذه الدروس القيمة والنصائح، فانتقل إلى أوروبا لمتابعة تحصيله العلمي وحصل على درجة الدكتوراه في التعلم الآلي من جامعة التكنولوجيا في تروا بفرنسا.
المشروع وأثره خلال مشاركته في نجوم العلوم
يعتمد عزام مثل الكثيرين حول العالم على هاتفه المحمول لإنجاز مهام لا تعد ولا تحصى. هذا الاعتماد غير المسبوق على الهاتف المحمول يجعل من مستخدميه كنزًا كبيرًا من المعلومات للمتسللين والقراصنة، الذين يسعون باستمرار خلف طرق لاختراق أحدث الإجراءات الأمنية للوصول إلى البيانات الشخصية للمستخدم.
وهنا يقدم اختراع عزام، "البعد الحركي الشخصي لأمن المعلومات" مستوى لا مثيل له من حماية البيانات عند استخدام الأجهزة المحمولة. ويعتمد هذا البرنامج المتطور على أكثر من مجرد رقم التعريف الشخصي وكلمات المرور، ليوفر الحماية للهاتف المحمول من خلال الكتابة بخط اليد. وللدخول إلى الجهاز ينبغي على المستخدم كتابة مجموعة من الأرقام وفقًا لما يطلبه البرنامج، ثم تقوم المقاييس البيومترية بمقارنة تلك الأرقام بأنماط الكتابة المعتادة والسلوك الخاص بهذا المستخدم، بما في ذلك مقدار الضغط على سطح الهاتف وتوقيته، والذي يقوم البرنامج بتسجيله وتحليله من خلال التعلم الآلي. يوفر مشروع عزام مساهمة للمشهد التكنولوجي العربي، مما يلهم الآخرين لابتكار نظم بيومترية محلية يمكن أن تفيد مجتمعات المنطقة العربية.
ما بعد نجوم العلوم
منذ اليوم الأول الذي غادر فيه قطر، وبسبب الجائحة، بدأ عزام شراكة مع مؤسس شركة ناشئة تسمى "ReLyfe (الصحة الإلكترونية)" في فرنسا. في هذا السياق، كان يعمل بشكل أساسي على Relyfe بالتوازي مع مشروعه الأولي "BID" لأن السوق الأوروبية كانت حريصة جدًا على تمويل الشركات الناشئة في مجال الصحة الإلكترونية. عزام هو المساهم الرئيسي في المشروع فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
يعمل عزام مع 9 مساهمين آخرين في هذه الشركة الناشئة. تم تطوير منتجين مهمين من قبلهم حاليًا في السوق، بما في ذلك نظام أساسي آمن على الويب والجوال يعمل على إنشاء جسر رقمي فوري وتعاوني بين جميع المتخصصين في الرعاية الصحية ومرضاهم للمشاركة والتواصل. بالإضافة إلى ذكاء اصطناعي ديناميكي يسمح لهيكلة البيانات الطبية مع الخدمات التفاعلية.
على الصعيد الدولي، يتابع عزام نجاحه. يعمل حاليًا مع CPTS و MedEvasan و iMash وعيادة النوم ومعهد المسالك البولية ومستشفى Tenon (باريس) في فرنسا. في الغابون، يتعاون مع شركة Global Health Insurance. في تونس، يعمل مع مركز السمنة والسكري، كندا، MedService (البحرية)، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووزارة الصحة اللبنانية.
يعمل عزام على مدار الساعة ويخطط بشكل فعال للمستقبل. وهو يعتقد أن عالم الطب يعمل في صوامع مع العديد من برامج الأعمال المختلفة التي لا تتواصل مع بعضها البعض. لا توجد أداة تعاون طبي سواء مع المرضى أو بين المهنيين. لذلك، فإن الذكاء الاصطناعي الواقعي في مجال الرعاية الصحية معقد بسبب نقص البيانات المنظمة. هنا يأتي مشروع عزام لإنشاء أدوات تعاون مع كل هذه الكيانات. الهدف هو الوصول الفوري إلى المعلومات التي تم إنشاؤها خارج الموقع باستخدام بنية البيانات المنظمة وطريقة سهلة للتعاون مع المتخصصين في الرعاية الصحية والمرضى. إلى جانب فريقه، يحاول عزام حاليًا دخول سوق الشرق الأوسط وأفريقيا بالتعاون مع الشركات التجارية.