قصص النجاح
"لن يكون أي من هذا ممكنًا حتى بدون دعم SOS12" يقول الشاب اللبناني وضاح ملاعب أثناء سرد إنجازاته في مجال العلوم والهندسة.
حتى خلال سنته الأخيرة كطالب في الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأميركية في بيروت، ظل وضاح متعطّش للمعرفة. لذا، قرر أن يأخذ دورة في هندسة الأنسجة، حيث أصبح مفتونًا بالإمكانيات الهائلة لمجال الطب الحيوي. وجد وضاح أخيرًا مجال الدراسة المناسب حيث يمكنه استكشاف طرق لفهم جسم الإنسان بشكل أفضل وإرضاء فضوله حول العالم.
المشروع والأثر
يعد تطوير دواء طبي جديد مهمة ضخمة، تستهلك كميات هائلة من الوقت والمال على تجارب واختبارات كثيرة جداً. ووفقاً لوضاح، فإن سبب التكلفة المرتفعة يعود لمحاولة استنساخ ظروف بشرية حقيقية لاختبار العقاقير.
وقد اختبر وضاح هذا الأمر مباشرة أثناء عمله في مشروع حول سرطان الثدي، حيث أمضى ستة أشهر في دراسة معايير نمو الأنسجة البشرية. واعتمدت نتائجه بشكل كبير على مراقبة السلوك الطبيعي للخلايا، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال نسخة طبق الأصل مثالية للبيئة الداخلية لجسم الإنسان. ونظراً لتأثير هذه التجربة عليه، عمل على التعمق في العلوم الأكاديمية لمعرفة ما إذا كان يستطيع إيجاد حل جديد.
واستناداً إلى تقنية الرقاقات الحيوية المتنامية، فإن عملية التنمية المخبرية للخلايا الحيوية توفر بيئة يمكن أن تنمو فيها الخلايا وتعيد تنظيمها في الأنسجة كما لو كانت في جسم الإنسان، الأمر الذي يوفر بيئة مثالية لاختبار العقاقير والأدوية بكثافة وكفاءة وبأسعار معقولة.
ما بعد نجوم العلوم
خلال برنامجStars-of-Science ، اعتقد وضاح أن هذه كانت أصعب تجربة سيواجهها على الإطلاق. في ذلك الوقت، تجاهل الدعم الهائل الذي كان يحصل عليه. بعد نجوم العلوم، استغرق شهورًا لمعرفة وفهم الظروف المحيطة به والتخطيط للمضي قدمًا. قرر البدء في تشكيل فريق وبناء شركته.
بعد برنامج Stars-of-Science، بين عامي 2021 و2023 حقق نجاحًا كبيرًا. أسس شركته في الولايات المتحدة ولبنان والمملكة المتحدة والنروج. كما تمكن من توسيع فريقه إلى 18 شخص يعملون في لبنان والمملكة المتحدة. مسلحًا بالثقة والمثابرة، شرع في العمل ومول تعاونًا في مجال البحث والتطوير البيولوجي مع كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) وجامعة برادفورد. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ منشأة تصنيع في لبنان وقدم براءات اختراع في 12 دولة لجهاز العضو على الرقاقة.
اخترع جهازًا جديدًا أيضًا يسمى "جهاز نظام تشغيل إنسان على رقاقة"، الذي يمكنه شبك العديد من أجهزة ال-"عضو على رقاقة" التي تحتوي على أعضاء مجهرية مختلفة كالكلى والكبد والدماغ وغيرها لتكون نموذج كامل حي عن جسم الإنسان. هذا الجهاز يمكنه التحكم بالنماذج وقراءة النتائج بشكل أتوماتيكي، لزيادة دقة الاختبارات. ثم قدم براءة اختراع دولية لهذا الجهاز.
تعمل الشركة اليوم على تطوير برنامج ذكاء اصطناعي للتحكم بالجهاز يهدف إلى تحسين دقة الأنسجة داخل الرقائق وجعلها أقرب إلى جسم الإنسان، وإلى استنتاج توقعات أكثر دقة عن تجارب الأدوية.
تمكن وضاح من الاتفاق مع العديد من شركات التجارب البشرية لبيعهم خدمة تجارب الشرائح المخبرية على الأدوية التي يتم تطويرها والتي سيقومون بتجربتها على الإنسان، وذلك بدءًا من الربع الأخير من العام التالي 2024. يجري وضاح حاليًا محادثة مع شركات أدوية كبرى لإقامة تعاون محتمل.
وضاح ماضٍ في إنجازاته. يخطط لتوسيع شركته في المملكة المتحدة حيث يقوم حالياً بتجهيز مختبرين هندسي وبيولوجي يمكنه من إقامة وبيع التجارب البيولوجية على الرقائق المخبرية. كما يخطط لتقديم براءات اختراع في 12 دولة جديدة لجهازه الجديد "نظام تشغيل إنسان على رقاقة"، والبدء بتقديم براءة اختراع أمريكية لبرامج الذكاء الاصطناعي التي ستتحكم بالجهاز. وتقديم اختبارات أساسية لشركات الأدوية.
بالنسبة إلى وضاح، الهدف النهائي في الحياة هو الهدف الذي تصنعه من خلال إيجاد شغفك. كما يعتقد أنه يجب على المرء أن يبحث وأن يحيط نفسه دائمًا بالأشخاص الذين سيسمحون له بالنمو والتعلم والتفكير النقدي والانفتاح والتكيف مع التغييرات. يعتبر وضاح أن الاستجواب والنقد الذاتي أمرًا حيويًا لمعرفة وسد الفجوات.
تم التجديد في يونيو ٢٠٢٣