المبتكرون للموسم ١٦

نبذة عن العيد

لم يتخيل العيد دردابو أن شغفه بالابتكار سيبدأ من معاناة شخص عزيز عليه. لم يكن اكتشافاً في مختبر أو قاعة دراسية، بل من لحظة مؤثرة شهد فيها معاناة احدى قريباته مع اكتئاب ما بعد الولادة، ليتغير مسار حياته.

يتذكر قائلًا: "كانت قد أنجبت للتو حياة جديدة. ومع ذلك، بدأت صحتها النفسية تتدهور تدريجيًا، بسبب نقص حاد في فيتامين "د"، لم يُكتشف إلا بعد أن أثّر سلبًا على صحتهاالنفسية". لم تكن هذه اللحظة بالنسبة لدردابو جرس إنذار فحسب، بل كانت نقطة تحول، دفعته إلى التعهد باستخدام العلم لفهم هذه المعضلة، وحماية كل من يواجه تحدياتها.

وُلد ونشأ في الجزائر، وقاده الفضول والتساؤلات إلى خوض رحلة أكاديمية حافلة بالتحديات، حيث حصل على شهادة في الهندسة الزراعية، ثم نال شهادة الدكتوراه في تغذية الحيوان وعلم وظائف الأعضاء من جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة في فيينا.

لم تتشكل فكرته من منطلق تحصيله العلمي، بل كانت نتاجا عن الحب والتعاطف والرغبة الحقيقية في ضمان تغلب الأشخاص على شعور الوحدة الذي يصاحبهم خلال مراحل معاناتهم. يشير قائلا: "لم أكن أهدف إلى ابتكار شيءٍ مُبهر، بل الوصول إلى وسيلة فعالة للمساعدة والوقاية".

عن المشروع

إن تدهور الصحة النفسية لا يأتي دائمًا بصورة واضحة، بل يتسلل ببطء، وغالبًا ما يختبئ خلف قناع الإرهاق والضغط النفسي. لذا صُمم ابتكار دردابو ليلقي الضوء على هذه القضية مع طرح حل مناسب لها.

من خلال تحويل الساعة الذكية إلى نظام إنذار مبكر، يراقب ابتكار العيد مستويات فيتامين "د" بصورة مستمرة، ويشير اختلال نسبته بارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق.

يوضح دردابو: "عند انخفاض مستويات فيتامين "د" فإن جسمك يرسل إشارة تحذيرية، لكن بدون الأدوات المناسبة، لن يستطيع معظم الناس سماع هذا التحذير".

على خلاف فحوصات الدم السريرية التي تُجرى بعد تفاقم الأعراض، يعد هذا الابتكار بديلاً فوريا وغير جراحي، يسمح للأشخاص باتخاذ الإجراءات الوقائية في الوقت المناسب.

أثر المشروع

في الكثير من المناطق، يندر الحديث حول الصحة النفسية. وبالنسبة لدردابو، لا يقل هذا الصمت خطورة عن المرض في حد ذاته. وفي هذا السياق يعلق قائلا: "في العديد من المجتمعات حول العالم، لا يتحدث الناس عما يمرون به، مما يسبب تأخيرا، قد يؤثر سلبًا على حياتهم".

يؤمن دردابو بقدرة ابتكاره على تسهيل هذه الحوارات. فمن خلال التعامل مع تتبع الصحة النفسية كأمر طبيعي، يُمكن لجهازه أن يُساعد في كسر الحواجز، وتعزيز الانفتاح، وبالتالي تحسين جودة الحياة، كما يعد ضرورة حتمية، لا سيما في المناطق التي تعاني من نقص فيتامين "د" على نطاق واسع، سواءً في منطقة الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر من العالم.

بدعم من برنامج "نجوم العلوم"، يأمل دردابو أن ينطلق اختراعه ليصل إلى العالمية، كما يطمح إلى تأسيس شركة ناشئة تُركز على حلول التكنولوجيا الحيوية الوقائية، وبناء منظومة أدوات تمكن الناس من العناية بصحتهم النفسية بنفس قدر اعتنائهم بصحتهم الجسدية.

يقول: "بدأتُ رحلتي مع شخص واحد. لكن هذا العمل مخصص لكل من شعر يومًا ما بخطبٍ ما ولم يعرف كيف يتعامل معه. أريدهم أن يشعروا بأنهم مدعومون وليسوا وحدهم."