المبتكرون للموسم ١٦
العودة الى المبتكرون
خلدون مقدادي

نبذة عن خلدون
في عمر التاسعة والعشرين فقط، ينضم المخترع الأردني خلدون مقدادي إلى الموسم السابع عشر من برنامج "نجوم العلوم"، بهدف تطوير خدمات الرعاية القلبية عبر التقنيات الحديثة. ما يميز مسيرته ليس الابتكار فحسب، بل المسار المسار غير المتوقع الذي سلكه للوصول إلى هنا.
بدأ مقدادي مسيرته الأكاديمية بدراسة هندسة العمارة في جامعة اليرموك في الأردن، ليتخذ لاحقا منحى غير متوقع، حيث حصل على درجة الماجستير في علم الأعصاب الحسابي والذكاء الاصطناعي والروبوتات المعرفية من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة.
نشأ في عائلة طبية، محاطًا بالنقاشات الإكلينيكية وجوانب المهنة الإنسانية. شكل هذا المزيج من التعاطف والفضول العلمي ركيزته الأساسية، وزودته دراسته الأكاديمية للهندسة بالأدوات اللازمة لتنفيذ أفكاره، بينما وفرت له علوم الأعصاب المعرفة البيولوجية اللازمة. يؤكد مقدادي أنه ينظر إلى التحديات الطبية بعين المهندس، ويبحث دائمًا عن حلول مبتكرة انطلاقًا من هذا المنظور.
بصفته متخصصًا في التوأمة الرقمية، عمل مقدادي على إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمباني عبر تكنولوجيا التوأم الرقمي والذكاء الاصطناعي. يَذكر أنه خلال أطروحته، التي استخدم فيها تقنيات التصوير العصبي لفهم كيفية تفاعل مرضى التوحد مع البيئة المحيطة، أدرك حينها أنه لا يرغب في تصميم المباني فحسب، بل يريد تصميم تغيير حقيقي.
عن المشروع
يعمد ابتكار مقدادي، المتمثل في توأم رقمي للشريان التاجي، إلى إنشاء نموذج آني ثلاثي الأبعاد لقلب المريض باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق. يدمج النظام بين التصوير المقطعي البصري (OCT) وتحليل العناصر المحدودة (FEA) وديناميكا الموائع الحسابية (CFD)، ويهدف إلى تمكين الجراحين من محاكاة التدخلات الطبية مثل تركيب الدعامات أو توسيع الأوعية الدموية قبل إجراء العملية الجراحية الفعلية.
في الأردن، وعبر منطقة الشرق الأوسط، يُعدّ الوصول إلى تقنيات التخطيط المتقدمة محدودًا، مما ينجم عنه خسائر في الأرواح. يؤكد خلدون على أن هذا الابتكار ليس من الرفاهيات، بل هو ضرورة حتمية لإنقاذ الأرواح في المنطقة.
في حال نجاحه، قد يصبح هذا الابتكار بمثابة مرجعًا معتمدًا في الممارسات الطبية، لا سيما في المستشفيات ذات الإمكانيات التشخيصية المحدودة. ونظرًا لأن جراحات القلب تحمل درجة عالية من الخطورة، فإن الإمكانيات العالمية لهذا الابتكار هائلة.
أثر المشروع
يشير مقدادي: "تعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، وترجع الكثير من الحالات إلى مرض الشريان التاجي. والأعداد في ازدياد مستمر".
من خلال تمكين الأطباء، خاصة في المراحل الأولى من مسيرتهم المهنية، من محاكاة خيارات علاج متعددة قبل إجراء العمليات الجراحية، سيعمل النظام على تقليل حالة عدم اليقين وضمان سلامة المرضى.
عازمٌ على النجاح مهما كانت الظروف، وبدعم من مرشدي وحكام "نجوم العلوم"، تتجاوز رحلة مقدادي حدود المنافسة، لتصبح مهمة سامية لإنقاذ الأرواح.