المبتكرون للموسم ١٦
العودة الى المبتكرون
محمد المر السالمي

نبذة عن محمد
لم يكن البحر بالنسبة لمحمد المر السالمي مجرد مكان، بل أسلوب حياة. فقد نشأ في عُمان، حيث يمتد الساحل لآلاف الكيلومترات، ويُشكل المحيط ركيزةً أساسيةً للثقافة والاقتصاد، لينمو بذلك لديه حسًّا عميقًا تجاه البيئات البحرية، ورغبة جادة في حمايتها. يعلق: "لطالما أحببتُ أن أكون بقرب البحر. فهو يشكل جزءا من هويتنا الاقتصادية والثقافية والروحية".
شكّل هذا الشعور بالانتماء مسيرته، حيث حصل على درجة البكالوريوس في التكنولوجيا الحيوية من جامعة السلطان قابوس، ثم استكمل دراسته بها ليحصل على درجة الماجستير في علوم البحار والمصايد.
في عام 2017، أصبحت رؤيته واضحة أكثر عندما تمحور مشروع تخرجه حول الطحالب المحلية. ومنذ ذلك الحين، اكتسب خبرة فريدة في أبحاث الطحالب وإمكانياتها التجارية، ليصبح من المتخصصين القلائل في هذا المجال في عُمان.
على مدى ما يقارب العشر سنوات، أجرى السالمي أبحاثًا حول التلوث البحري، مدفوعًا بالتزامه بتحويل الرؤى الأكاديمية إلى واقع ملموس، حيث يتذكر قائلًا: "لطالما سمعت تعليقات حول قضائي وقتًا طويلاً في المختبر دون جدوى، مما دفعني للعمل بجهد أكبر. أردت أن أبرهن على أن العلم قابل للتطبيق على أرض الواقع".
عن المشروع
التلوث البيولوجي هو مشكلة عالمية ناجمة عن تراكم الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والطحالب على الأسطح المغمورة بالماء كهياكل السفن وأنظمة تربية الأحياء المائية ومحطات تحلية المياه وأجهزة الاستشعار البحرية، مما يؤدي إلى زيادة مقاومة السفن، وتقليل كفاءة الطاقة، وانسداد الأنظمة الحيوية، وسرعة تآكل الهياكل، وبالتالي تزايد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
تعتمد طرق مكافحة التراكم البيولوجي التقليدية على طلاءات كيميائية صناعية تسرب مواد سامة إلى البحر، بينما يختلف حل السالمي، فهو يتمثل في رذاذ هيدروجيل قابل للتحلل البيولوجي، يعتمد على الإنزيمات ومشتق من البكتيريا البحرية، لا يشكّل خطرًا على الحياة البحرية، وفعال ضد التراكم البيولوجي، ويمكن توسيع نطاقه للاستخدام الصناعي. يشير السالمي: "تعمل الطلاءات الكيميائية بشكل فعال، لكنها تُلوّث المياه، أما عن حلّي فهو قابل للتحلل البيولوجي، وآمن، ويمكن تطبيقه على نطاق واسع".
في البداية، بدأ السالمي بتطوير حل الهيدروجيل خلال رسالته للماجستير، وتتجاوز تطبيقاته مجال الشحن لتشمل كافة البنى التحتية البحرية المعرضة للتلوث البيولوجي، مما يوفر أداة حيوية لدعم العمليات النظيفة في الصناعات الساحلية.
أثر المشروع
مع سعي القطاع البحري العالمي نحو اعتماد تقنيات صديقة للبيئة، يأتي ابتكار السالمي في وقت حرج، حيث يقوم الاقتصاد البحري في عُمان على المياه النظيفة، والبيئة البحرية الصحية، والشحن الفعال. لذا يوفر رذاذ الهيدروجيل حلاً مخصصا لحماية هذه الموارد دون الإضرار بالنظم البيئية القائمة عليها. وفي هذا السياق يعلق قائلا: "يتناسب هذا الحل مع احتياجات منطقتنا، وهو نابع من شغفنا بالبحر، ومُصمّمٌ لتحقيق الاستدامة".
بالتطلع إلى مرحلة ما بعد برنامج "نجوم العلوم"، سيعمل السالمي على تأسيس مركز بحث وتطوير في عُمان، لتمكين الجيل الجديد من رواد الابتكار البيئي، عبر توفير الأدوات والدعم اللازمين لتحويل أفكارهم إلى واقع، حيث تتجاوز رؤيته علوم البحار لتشمل حركة أوسع نطاقًا تعنى بالابتكار المستدام.
ينصح السالمي المبتكرين العرب: "واصلوا مسيرتكم، فبعيداً عن الفوز أو الخسارة، ستعلمكم التجربة شيئًا جديدًا. استكشفوا، واستمروا في الإبداع".