قصص النجاح
نبذة عن المشترك
نشأ عثمان على حب السيارات، وكان منذ نعومة أظفاره يلعب بالسيارات في الواقع وألعاب الفيديو. مما جعله يحلم بالعملفي السيارات، ليقضي وقته مع الآلات التي يعشقها! وهكذا واصل الشاب الأردني شغفه بهندسة السيارات، وشكلت العلوم الخاصة بالمواد والفيزياء التي تحدد فهمنا لهذه الآلات محور اهتمامه.
وقرر عثمان متابعة تحصيله الأكاديمي لدرجتي بكالوريوس العلوم والماجستير في الهندسة الميكانيكية في جامعة قطر، مع تعميق معرفته بالآليات التي تجعلها تتحرك. وقد تضمنت أطروحته الخاصة بشهادة الماجستير على تصميم تكنولوجيا مميزة مصممة للاستخدام في أي سيارة والتي بدأت من شغفه بالسيارات.
وقد أتيحت الفرصة لعثمان لعرض فكرته في برنامج نجوم العلوم في عام 2017، إلا أنه امتنع عن ذلك ليعيد التفكير مراراً وتكراراً بفكرته. وهو يقول عن نفسه: "أنا دائماً أفكر في أسوأ شيء يمكن أن يحدث. وأميل إلى التفكير بجميع المواقف المحتملة، ولهذا السبب استغرق الأمر مني ثلاث سنوات للمشاركة في البرنامج". وفي نهاية المطاف، شجعته زوجته، وهي مهندسة ميكانيكية مثله أيضاً، وأصدقاؤه لتقديم فكرته، انطلاقاً من إيمانهم بها وبشخصيته.
نبذة عن المشروع
فقد عثمان صديقين مقربين بسبب حادث سيارة، الأمر الذي يشير إلى حاجة معايير وثقافة السلامة في السيارة في العالم العربي إلى تحسينات جذرية.
وفي إطار أطروحة الماجستير التي قدمها، تعمق عثمان بشكل كبير في دراسة إصابات الحوادث، كإصابات الرقبة التي تسببها الحركة السريعة وغير المقيدة للرأس والرقبة، والتي تعد الأكثر شيوعًا في حوادث الاصطدام الخلفي للسيارات. وعمل على إدارة نماذج ومحاكاة مع مقاييس مختلفة ليقدم فهماً أفضل لكيفية حدوث الإصابة في مجموعة متنوعة من السيناريوهات. واستطاع تحديد أن غالبية إصابات الرقبة التي وقعت في حوادث السيارات تشير إلى أن معظم الركاب لم يتم حمايتهم بشكل صحيح من قبل أنظمة السلامة.
ولتحسين الوضع الراهن ، اخترع عثمان مسند آلي لسلامة الرأس، حيث قام بتعديل مسند الرأس العادي ليقوم بالتحرك تلقائياً وتوفير المسافة الآمنة لرؤوس السائق والركاب في حالة وقوع حادث لتقليل من احتمالية إصابات الرقبة. وتعد بساطة هذا الاختراع العنصر الأساسي المميز له والذي يجعله مصدر فخر للشاب المهندس. يقول عثمان أن المستخدمين يستطيعون استبدال مسند الرأس الثابت بهذا المسند الآلي تقريباً في جميع السيارات الموجودة في الأسواق في غضون دقائق قليلة فقط، مما يوفر طريقة سهلة وأفضل لحماية الرأس.
التأثير
هناك دائمًا مجال للتطوير بالنسبة للسلامة على الطرق، خاصة وأن العديد من الدول في المنطقة العربية تعالج متطلبات إضافية خاصة بالسلامة على الطرق. ويأمل عثمان أن تساعد تقنيته المُمكنة هذه في تحفيز الآخرين على اتخاذ إجراءات مسؤولة ودعم إنقاذ الأرواح.
كما أنه يود أن يؤثر على ثقافة السلامة على الطرق بين مصنعي السيارات والمستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويقول في ذلك: "نحتاج في المنطقة العربية إلى إدراك مدى أهمية السلامة في السيارة. وأرغب برؤية أبناء هذه المنطقة يشاركون في مثل هذه القضايا".